اتجاهات في عالم الاتصال
إن المفهوم السائد الاستعمال في الأعراف الليبرالية بشأن الثقافة الجماهيرية، أنها المواد والخدمات غير المادية التي تصنع وفقا لمعايير نمطية للصناعات الثقافية، أي الإنتاج الجماهير الوفير الموجه لعامة الناس والذي يفتقد للجودة والإتقان من حيث النوعية، تنعكس تكاليفه البسيطة على أسعار البيع التي تكون في متناول الأغلبية الساحقة من زبائن السوق العمومية. وتقوم، عادة، وسائل الاتصال الجماهيرية، الجماعية والفردية، من محطات إذاعية وقنوات تلفزيونية وجرائد ومجلات ومواقع إلكترونية، وأقراص مضغوطة وهواتف نقالة وقارئات مختلف الحوامل الالكترونية، بتوزيع مواد الصناعات الثقافة، وبخاصة الثقافة الجماهيرية.
فالثقافة الجماهيرية، في تطورها من حيث الإنتاج والتوزيع والاستهلاك وسلوك الجمهورالمتلقي، مرتبطة ارتباطا وثيقا بتطور وسائل الاتصال من حيث الإنتاج والتوزيع والاستهلاك وسلوكيات الجمهور، أي الاستخدام المكثف لمحتويات وسائل الاتصال الجماهيرية.
وكما هو الشأن بالنسبة للجوانب الاقتصادية، حيث تشكل في الوقت الراهن، النشاطات المتعلقة بالاتصال والإعلام، النسبة الأعظم في الاقتصاديات العالمية الكبرى، فقد شغلت المسائل المعرفية، بدورها، حيزاً تتزايد أهميته باستمرار في نشاطات البحث الأساسي والبحث التطبيقي الذي يتحول بدورها إلى نشاط يغلب عليه الطابع الاقتصادي، مهما كانت الجهة المكلفة بهذه الأبحاث بها فيها الدوائر الجامعية والأكاديمية، التي تبنت في معظمها نظريات اقتصاد المعرفة القائمة أولا، على نظريات إدارة المعرفة.
ومن بين الباحثين البارزين في سياق الأبحاث المتعلقة بالاتصال والإعلام والثقافة، أستاذ الاتصال الدولي بجامعة أمستردام سيز هاملانك الذي اهتم بأمهات المسائل التي تطرحها التلاحم بين الاقتصاد والاتصال والثقافة والتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، حيث يرى أن هناك أربع اتجاهات رئيسية في عالم الاتصال اليوم، هي:
-الرقمنة، تعميم التنظيم الإلكتروني للشؤون التجارية والتعليمية والصحة والحكم الراشد بصفة عامة.
-التدعيم أو التعزيز أو التقوية، أنشاء فروع قارية وإقليمية أو محلية، أو شراء ودمج مؤسسات في المؤسسات الأم، عابرة للأمم، متعدد الجنسيات.
- التحرير من القيود الإدارية والقانونية والسياسية، أي الخوصصة أو الخصخصة، أي إخضاع الصناعات الثقافية لمؤسسات طابعها الغالب تجاري، أي تمارس المضاربة في المواد الثقافية من أجل الربح.
- العولمة، أو الأمركة أو الغربنة، من حيث الإنتاج والتوزيع والمحتوي الثقافي لمؤسسات الصناعات الثقافية، العابرة للأمم أو المتعددة الجنسيات، أو أخيراً، المؤسسات المعولمة، أي التي لا يحدها حيز جغرافي معين ولا تخضع في نشاطات لقانون وطني معين، فهي عابرة للقارات والأوطان والجنسيات وخاضعة لكل القوانين.
وحاول هاملانك من خلال أبحاثة أن يجيب على تساؤل جوهري، كيف تؤثر هذه التطورات على الحياة العادية للشعوب عبر الكرة الأرضية، أو العالم.
فقد حدثت وتحدث منذ التسعينيات توجهات هامة في عالم الاتصال تترك آثاراً واضحة على حياة الناس عبر العالم.
Publié le 09/05/2010 à 18h04
فالثقافة الجماهيرية، في تطورها من حيث الإنتاج والتوزيع والاستهلاك وسلوك الجمهورالمتلقي، مرتبطة ارتباطا وثيقا بتطور وسائل الاتصال من حيث الإنتاج والتوزيع والاستهلاك وسلوكيات الجمهور، أي الاستخدام المكثف لمحتويات وسائل الاتصال الجماهيرية.
وكما هو الشأن بالنسبة للجوانب الاقتصادية، حيث تشكل في الوقت الراهن، النشاطات المتعلقة بالاتصال والإعلام، النسبة الأعظم في الاقتصاديات العالمية الكبرى، فقد شغلت المسائل المعرفية، بدورها، حيزاً تتزايد أهميته باستمرار في نشاطات البحث الأساسي والبحث التطبيقي الذي يتحول بدورها إلى نشاط يغلب عليه الطابع الاقتصادي، مهما كانت الجهة المكلفة بهذه الأبحاث بها فيها الدوائر الجامعية والأكاديمية، التي تبنت في معظمها نظريات اقتصاد المعرفة القائمة أولا، على نظريات إدارة المعرفة.
ومن بين الباحثين البارزين في سياق الأبحاث المتعلقة بالاتصال والإعلام والثقافة، أستاذ الاتصال الدولي بجامعة أمستردام سيز هاملانك الذي اهتم بأمهات المسائل التي تطرحها التلاحم بين الاقتصاد والاتصال والثقافة والتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، حيث يرى أن هناك أربع اتجاهات رئيسية في عالم الاتصال اليوم، هي:
-الرقمنة، تعميم التنظيم الإلكتروني للشؤون التجارية والتعليمية والصحة والحكم الراشد بصفة عامة.
-التدعيم أو التعزيز أو التقوية، أنشاء فروع قارية وإقليمية أو محلية، أو شراء ودمج مؤسسات في المؤسسات الأم، عابرة للأمم، متعدد الجنسيات.
- التحرير من القيود الإدارية والقانونية والسياسية، أي الخوصصة أو الخصخصة، أي إخضاع الصناعات الثقافية لمؤسسات طابعها الغالب تجاري، أي تمارس المضاربة في المواد الثقافية من أجل الربح.
- العولمة، أو الأمركة أو الغربنة، من حيث الإنتاج والتوزيع والمحتوي الثقافي لمؤسسات الصناعات الثقافية، العابرة للأمم أو المتعددة الجنسيات، أو أخيراً، المؤسسات المعولمة، أي التي لا يحدها حيز جغرافي معين ولا تخضع في نشاطات لقانون وطني معين، فهي عابرة للقارات والأوطان والجنسيات وخاضعة لكل القوانين.
وحاول هاملانك من خلال أبحاثة أن يجيب على تساؤل جوهري، كيف تؤثر هذه التطورات على الحياة العادية للشعوب عبر الكرة الأرضية، أو العالم.
فقد حدثت وتحدث منذ التسعينيات توجهات هامة في عالم الاتصال تترك آثاراً واضحة على حياة الناس عبر العالم.
Publié le 09/05/2010 à 18h04